سيرة الشهيدين ازاد الشماس وازاد أحد اعوان الملك
+ المطران ازاد شابا
شخصيتان من تاريخ كنيستنا يحملان اسم ازاد وقد استشهدا في القرن الرابع الميلادي ضمن قافلة الشهداء الطويلة على يد الفرس.
الشهيد ازاد الشماس
على اثر شكوى قدمت الى خورشيد (الموهباط) رئيس المجوس، في حق كل من يعقوب كاهن (سبركلتا) اسفرجلته، وازاد شماس (بيت نكارا) بيت نجاري، وهما قريتان لم يحدد موقعهما في منطقة حدياب (اربيل)، القي بالمدعى عليهما في السجن مدة سبعة اشهر حيث اذيقا شتى انواع التعذيب، اذ عرضا مرارا الى الجلد وصب في مناخرهما رماد ممزوج بالخل والقيا على الجليد الليل كله عريانين. وبعد ان تراءى ليعقوب ان شقيقته تبشره بالاستشهاد، نفذ بهما حكم الاعدام، في اربيل يوم الجمعة العظيمة من اسبوع الالام في 14 نيسان 371 (او 372) والموافق للسنة الثانية والثلاثين من اضطهاد شابور الثاني. واتفق بعد ان غسل السفاح سيفه في بركة، ان اصطبغ ماؤها مدة شهرين بدماء الشهيدين قبل ان يجف “حتى ايامنا هذه”. ولم يتمكن المسيحيون من اخذ جثتيهما ذهبتا فريسة للكلاب. يذكر هذان الشهيدان في القائمة الحديثة للقديسين السريان المشارقة، كما في قائمة المطران بني للسريان الغربيين، في 14 نيسان/ ابريل.
ازاد أحد أعوان الملك
أحد اعوان الملك وكان موقرا عنده وكان من رفقاء كوشتازاد. شاهد الماسي التي طالت المسيحيين آنذاك، وعلى الخصوص في اليوم الثاني من عيد القيامة حين جاء المجوس بجمع كبير من الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والعلمانيين من امكنة مختلفة الى ليدان وسيقوا كلهم الى الذبح وهم يرتلون بفرح المزامير والمداريش. ولم ينته الجلادون من قتل جميعهم في ذلك اليوم فأباتوا الباقين الى جانب جثث المقتولين. فلما كان يوم الثلاثاء جيء بآخرين يفوقون السابقين عددا وذبحوهم. وكذلك في بقية الايام الى الاحد الجديد. ولم يتمكن أحد ان يكتب اسماء الشهداء المقتولين في تلك الايام. لأنهم كانوا غرباء ويفوق عددهم الالاف. وقد عرف منهم أمريا ومقيما وكانا من اساقفة بيت لاباط الأولين وهرمزد الكاهن من شوشتر. فحملته غيرته على أن ينزع عنه ثيابه ويتزين بزي الرهبان. فوقف ازاد بين المعترفين وصاح، أنا ايضا مسيحي، فقبض عليه وقتل. فحزن عليه شابور حزنا شديدا وأصدر أمره يوم الاحد الجديد ألا يكون فيما بعد قتل المسيحيين على هذا المنوال بل من يقبض عليه منهم يسألونه أولا عن اسم أبيه وأمه وقبيلته وبلدته ويكتب كل ذلك في كتاب وبعد هذا يقتضي اجباره على السجود للشمس. فخمدت قليلا بذلك نار الاضطهاد.
المصادر
- ادي شير، تاريخ كلدو واثور، المجلد الثاني، المطبعة الكاثوليكية للإباء اليسوعيين، مشيكن 1993.
- ادي شير، سيرة أشهر شهداء المشرق القديسين، ج1، ط2، اربيل 2009.
- البير ابونا، شهداء المشرق، ج1، بغداد 1985.
- جان موريس فييه، القديسون السريان، نصوص ودراسات بيروتية، سلسلة يصدرها المعهد الالماني للأبحاث الشرقية في بيروت 83، بيروت 2005.