“القيمة المسيحية للحياة” عنوان الكتاب الجديد لمار ازاد شابا
تقديم: الاكليريكي ألفير أمجد
ضمن سلسلة منشورات المدرسة الأبرشية في دهوك العدد 25، صدر لسيادة الحبر الجليل مار ازاد شابا، كتاب جديد بعنوان: القيمة المسيحية للحياة، الجزء الأول. وهو كتاب أنيق بغلاف ملون يعبر عن ما يحتويه، وبورق أصفر مريح للعين إضافة الى بعض الصور الملونة. طُبع الكتاب في مطبعة شفيق في بغداد، ويتكون من 107 صفحة، بقياسات 20 * 14.5 سم، وتم إيداعه في دار الكتب والوثائق ببغداد برقم (3230) لسنة 2024.
أهدى المؤلف كتابه هذا إلى طلابه في المدرسة الأبرشية اللاهوتية-الرعوية في دهوك، لكونه يتناول المسائل التي يدرسها كأستاذ في مادة “أخلاقيات علم الحياة” في تلك المدرسة. والقاريء يلاحظ في فهرس المحتويات قسمين، القسم الأول تحت عنوان: الحياة في مراحلها الأولى، وفيه ستة فصول تتناول المواضيع الآتية:
الفصل الأول: احترام الأجنة البشرية؛
الفصل الثاني: تنظيم النسل؛
الفصل الثالث: التعقيم للرجل والمرأة؛
الفصل الرابع: الإجهاض؛
الفصل الخامس: الإخصاب الإصطناعي؛
الفصل السادس: مرض فقدان المناعة (الإيدز أو السيدا).
أما القسم الثاني فجاء تحت عنوان: الحياة في مراحلها الأخيرة، وفيه أيضاً ستة فصول تتطرق إلى المواضيع الآتية:
الفصل السابع: الأوتنازيا (الميتة المسيرة أو القتل الرحيم)؛
الفصل الثامن: العلاجات العنيدة والمسكنات؛
الفصل التاسع: الانتحار؛
الفصل العاشر: مرافقة المرضى والمحتضرين في مراحلهم الأخيرة؛
الفصل الحادي عشر: هبة الأعضاء؛
الفصل الثاني عشر: حرق الجثة.
إضافة إلى ملحق بعنوان: تساؤلات حول الإسقاء والتغذية الإصطناعية.
كما يظهر من العناوين، فإن الكتاب يختص بموضوع أخلاقيات علم الحياة، ويحاول إعطاء رأي الكنيسة في حقل الطب والتقييم الأخلاقي لها. ويسرني هنا أن أنقل ما سطره قلم الكاتب في مقدمة الكتاب للتعريف أكثر بمحتواه:
“مع التطور المتسارع الحاصل في حقل الطب وعلى الخصوص التدخلات التقنية الحديثة في حياة الإنسان منذ بدايتها وحتى نهايتها، تتزايد التساؤلات حول أخلاقية هذه التقنيات.
إن أخلاقيات علم الأحياء مهمة للغاية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية، لأنها تتعلق بالقضايا الأساسية لحياة الإنسان وكرامته وقيمه الأخلاقية. لدى الكنيسة تقليد طويل من الدراسة والتفكير في أخلاقيات علم الأحياء، بناءً على مبادئ عقيدتها ولاهوتها. في السياق الكاثوليكي، يسعى هذا التخصص إلى تطبيق مبادئ الإيمان على الأسئلة الأخلاقية التي تثيرها العلوم الطبية الحيوية والممارسة الطبية. وترتكز أخلاقيات علم الأحياء الكاثوليكية على مبادئ مثل قدسية الحياة البشرية، وكرامة الإنسان، والعدالة والتضامن. وعلى وجه الخصوص، ترى أن حياة الإنسان مقدسة ولا يجوز انتهاكها منذ لحظة الحمل حتى الموت الطبيعي، وأن على البشر واجب حماية وتعزيز حياة الإنسان وكرامته. ويتناول العديد من القضايا الأخلاقية، بما في ذلك المساعدة على الإنجاب، والإجهاض، والقتل الرحيم، وأبحاث الخلايا الجذعية الجنينية، والاستنساخ، والتلاعب الجيني، وما إلى ذلك. هناك عدة أسباب تجعل الأخلاقيات الحيوية مهمة جدًا بالنسبة للكنيسة:
كرامة الإنسان: تؤمن الكنيسة الكاثوليكية بأن كل إنسان مخلوق على صورة الله ومثاله وله قيمة جوهرية غير قابلة للإنتهاك. لذلك، فإن حماية الكرامة الإنسانية تقع في قلب الفكر الكاثوليكي في أخلاقيات علم الأحياء.
قدسية الحياة: ترى الكنيسة أن حياة الإنسان مقدسة منذ لحظة الحمل وحتى الموت الطبيعي. تتناول أخلاقيات علم الحياة قضايا مثل الإجهاض والقتل الرحيم والإنتحار بمساعدة طبية، والتي تؤثر بشكل مباشر على قدسية الحياة البشرية.
الأخلاق والمسؤولية: ترى الكنيسة الكاثوليكية أن البشر يتحملون مسؤولية أخلاقية للعناية بأجسادهم وحياتهم، وكذلك احترام حياة الآخرين. غالبًا ما تثير قضايا أخلاقيات علم الحياة معضلات أخلاقية تتطلب تفكيراً عميقاً وتوجيهاً أخلاقياً.
التكنولوجيا والتقدم: يفرض التقدم السريع في العلوم والتكنولوجيا الطبية الحيوية تحديات أخلاقية جديدة ومعضلات أخلاقية. وتسعى الكنيسة الكاثوليكية إلى توفير التوجيه الأخلاقي والقيم الأساسية لمواجهة هذه التحديات بطريقة أخلاقية تحترم كرامة الإنسان.
العدالة الإجتماعية: تهتم الكنيسة الكاثوليكية بقضايا العدالة الإجتماعية، بما في ذلك المساواة في الحصول على الرعاية الطبية وتوزيع الموارد الصحية. تتعامل أخلاقيات علم الحياة أيضاً مع القضايا المتعلقة بالظلم والتمييز في البحث وتطبيق العلوم الطبية الحيوية.
باختصار، تعتبر أخلاقيات علم الحياة مهمة بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية لأنها تتناول القضايا الأساسية المتعلقة بحياة الإنسان وكرامته وقيمه الأخلاقية، وتسعى إلى التوفيق بين تعاليم السلطة التعليمية والمعرفة العلمية والقيم الأخلاقية.
لا يتوخى هذا الكتاب الإجابة عن كل الأسئلة المطروحة حول القضايا التي يتناولها، إنما يحاول أن يعرض القيمة المسيحية للحياة على ضوء تعليم الكنيسة الكاثوليكية. وتنسيق هذا العرض يأتي في قسمين: الأول: يتناول الحياة في مراحلها الأولى، أي منذ لحظة الحبل وما بعدها. والثاني: يهتم بالحياة في مراحلها الأخيرة.
وختاماً، لا يسعني إلا أن أهنئ الكاتب مار أزاد شابا من أعماق قلبي، وشكره على هذا العمل الاكثر من رائع. وهو عمل غني بالمعلومات القيمة وأنصح بإقتنائه، دمتم فخراً لنا سيدنا.