ما هو العـدل الألـهي؟
القس بول ربان
أهلا وسهلا بالأخ فادي سركيس، كتب الأخ فادي يقول بأنه لم يجد تعريفًا واضحًا عن العدل الألهي. فسأل:
ما هو تعريف الكنيسة للعدل الألهي؟
• العهد القــديم
لقد جاء في العهد القديم ما يُعَّرفُ العدلَ الألهي وهو ما يُحَّددُ للأنسام تصَّرفه في علاقاته الاجتماعية مع الآخرين، حيث تُصبحُ حقوقُ الواحد واجبات عند المقابل. فأحيل القاريء الكريم الى مطالعة تلك النصوص وغيرها للتأمل فيها وآستيعاب جوهر ماهية العدالة. هي: خر23: 1-9؛ أح 19: 11-18؛ تث1: 16-17؛ 16: 18-20؛ ولاسيما الوصايا العشر خر20: 7-17. وقال نصٌّ: “قم إحتراما للأشيب وآكرم وجه الشيخ.. ولا ترهق الغريب.. أحبوه كما تحبون أنفسكم.. لا تجوروا في الحكم، ولا في المساحةِ والوزن والكيل. بل لتكن موازينكم وعياراتكم عادلة…” (أح19: 32-37)، و”أحبب قريبك كنفسك” (أح19: 18). بآختصار يقول العدل الألهي على أساس المحبة والمساواة.
• العهد الجديد
أما في العهد الجديد فقد قال الرسول: “البسوا عواطف الحنان والرحمة والتواضع والصبر والوداعة.. إحتملوا بعضكم.. سامحوا بعضكم.. وألبسوا فوق هذا كله المحبة فهي رباط الكمال” (كو3: 12-15). ويكتب لأهل تسالونيقي: “.. فمن العدل عند الله أن يجازيَ بالضيق الذين يضايقونكم وأن يجازيكم معنا بالراحة على ما تحتملون الآن من الضيق “(2تس1: 6 -7). أما في الأنجيل فقال الرب:” الويل لكم أيها.. المراؤون؟ تدفعون العشر.. وتهملون أهَّم ما في الشريعة: العدل والرحمة والصدق “(متى 23: 23). وأكد بأنَّ الله يجازي كلَّ واحد حسب أعماله “(متى16: 27). تلك عدالته. كما وضع الله القاعدة الذهبية للعدل بقوله: ” عاملوا الآخرين مثلما تريدون أن يُعاملوكم. هذه هي خلاصة الشريعة وتعاليم الأنبياء” (متى7: 12). وكمَّلها بالقاعدة الأساس لهذا التعامل وهي: “أحبب الربَّ الهَك بكل قلبك… وأحب قريبك كنفسك. على هاتين الوصيتين تقوم الشريعة كلها وتعاليم الأنبياء” (متى 22: 37-40).
• تعليم الكنيسة
وفسَّرت الكنيسة ما قاله الكتاب، فعَّلمت: “العدلُ هو الفضيلة الأخلاقية، التي قِوامُها إرادةٌ ثابتة وراسخة، لإحطاءِ الله والقريب ما يحُّقُ لهما. والعدلُ تجاهَ الله يُدعى فضيلة العبادة. وتجاهُ البشر فهو يُهَّييءُ لآحترام حقوق كل واحد، وجعل العلائق البشرية في آنسجامٍ يُعَّززُ الإنصاف بالنسبة الى الأشخاص والخير العام. الأنسانُ البار، الواردُ ذكرُهُ مرارًا في الكتب المقدَّسة، يتمَّيز بآستقامةٍ طبيعيةٍ في الأفكار، وسلوكٍ قويم تجاه القريب. ” لا تحابوا صغيرًا ولا تُجِّلوا عظيمًا بل بالعدل تحكمُ لقريبِك” (أح19: 15). ” أيها السادة أدُّوا الى عبيدِكم ما هو عدلٌ وإنصاف، عالمينً أنَّ لكم، أنتم أيضًا، سيّدًا في السماء “(كو4: 1) {التعليم المسيحي للكنيسةِ الكاثوليكية، رقم 1807)