دار طوبى للرحماء لرهبنة بنات قلب يسوع الأقدس
2005 موصل – 2016 عينكاوا – 2022 دهوك
نبذة تأريخية
منذ تأسيس الرهبنة في 15 آب 1911 من قبل الأب عبد الأحد ريّس في أرادن، التابعة لأبرشية العمادية انذاك، مرت رهبنة بنات قلب يسوع الاقدس كما هو حال المسيحيين في العراق والمنطقة، بظروف صعبة وضيقات، من ضمنها الهجرات المتتالية بسبب الحروب بدءاً من الحرب العالمية الأولى سنة 1914، وعلى مر السنين، ففي عام 1919 اضطررنَّ الأخوات للهجرة إلى القوش بسبب الاضطهاد ثم العودة بعد عام الى الدير الأم في أرادن. واستمرت المعاناة الى عام 1961 عندما اقتلعوا من جذورهم في أرادن، ليستقروا في الموصل. وكانت الهجرة الاخيرة قبل سنتين، في حزيران 2014، هرباً من بطش ما يسمى بدولة الخلافة الاسلامية (داعش) تاركين الموصل بحثاً عن الأمن والسلام في بلدة عينكاوة، أربيل؛ وقد تم تفجير الدير العام للرهبنة في الموصل بتاريخ 24-11-2014 من قبل هؤلاء المتطرفين.
اهتمامات رهبنة بنات قلب يسوع الأقدس
كرَّست هذه الرهبنة خدمتها، ومنذ التأسيس لحاجات الكنيسة والمجتمع مثل التعليم المسيحي وإعداد الأطفال للمناولة الأولى وتدريب الجوقات إضافة الى تنظيم وإدارة الأخويات الكنسية والاهتمام بالمرضى، مما تسبب بفقدان أعزاء لهم، مثل وفاة الأب المؤسس، عام 1916 أثر إصابته بمرض التيفوئيد الذي كان منتشراً في أرادن، جراء انتقال عدوى المرض اليه أثناء خدمته للمرضى المصابين. كذلك تمارس الأخوات خدمة الزيارات العائلية ، بإعتبارالعائلة نواة الكنيسة والمجتمع ككل، مع توجه خاص للعناية بالفتيات والنساء غير المتعلمات (وغير المُلِمات بأبسط مبادئ تربية الاولاد والعناية بهم).
اهتمت الرهبنة أيضاً بتخصيص أشهر الصيف للتعليم في القرى النائية والبعيدة والتي يصعب على الكهنة الوصول اليها او التواجد فيها باستمرار.
مشاريع الرهبنة
تعددت مشاريع الرهبنة ومنذ التسعينيات من القرن الماضي بين التعليمية التربوية كرعاية الطفل في سنيه الأولى، والاجتماعية مثل رعاية الفتيات المهمشات في المجتمع العراقي1، والطبية كما هو الحال في العيادات المجانية ببغداد، وأخيراً المشروع الذي نحن بصدده “دار طوبى للرحماء” والذي تأسس عام 2005 لإيواء النساء المسنات اللواتي تخلت عنهن عوائلهن بسبب النزوح، او الهجرة، أو فقر الحال، …الخ (بينهنَّ مرضى ومقعدات).
أسباب تأسيس دار طوبى للرحماء
1. التوجه غير الطبيعي للهجرة بحثاً عن العمل والحياة الآمنـة، بسبب الحروب المتتالية وتغير ظروف العراق خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وما انتجته من سلبيات الحرب مثل انتشار البطالة، وتراجع الوضع الاقتصادي والأمني.
2. الحياة العصرية والتكنولوجيا سمحت باجتياح ثقافات غريبة، وردت الينا من المجتمع الغربي، واعتمادها في مجتمعنا، مثل مغادرة العائلات الصغيرة للبيت العائلي الكبير وترك الوالدين من دون معيل منسيين ومنبوذين من قبل المجتمع.
3. عامل الهجرة المستمرة للشباب وبقاء الكبار في السن والعجرة والمعاقين بدون معيل او منْ يهتم بهم ويراعيهم.
4. النزوح بسبب غزو داعش للموصل وبلدات سهل نينوى، مما أضطرهم الى ترك كبار السن والمعوقين وكل من يحتاج رعاية خاصة لصعوبة نقلهم وتوفير الأدوية لهم في ظروف كتلك التي هربوا فيها من بيوتهم.
5. عدم وجود مؤسسات في العراق تُعنى بالعجزة الذين أفنوا حياتهم في أداء رسالتهم في هذه الحياة، لتوفر لهم الملاذ الصحي اللائق.
كل هذه العوامل، دفعت الكثير من كبار السن المتروكين والمهملين للبحث عن مأوى وطرق باب دير بنات قلب يسوع الاقدس بحثاً عن مأوى يضمهم في سني عمرهم الأخيرة. كما ساهمت الزيارات العائلية بتشخيص الحالات الصعبة واتخاذ القرار في 2005 وتأسيس “دار الطوبى للرحماء” في دير النصر بالموصل لإحتوائهم وخدمتهم ورعايتهم صحياً واجتماعياً وروحياً، بتوفير العيش الكريم لهم. علما ان الرهبنة تلجأ لإيواء الحالات الأكثر متطلبة والأشخاص الوحيدين والمتروكين. ونود أن نوضح ايضا أن عدد الذين يطلبون مكاناً عندنا هو في تزايد مستمر ويصل الى خمسة أشخاص في الاسبوع، ولا يمكننا قبولهم لضيق المكان.
صعوبات العمل والتحديات
بسبب تدهور الظروف الأمنية في مدينة الموصل اضطررنا بتاريخ 22 نيسان 2014 نقل اثنا عشر من النساء المسنّات، الى الدير القديم في عنكاوة، والذي كان عبارة عن مبنى قديم لم يكن يستوعب أكثر من هذا العدد.
ضيق المكان وعدم توفر وسائل الراحة او الترفيه كان يحرم المُسنات من ممارسة أي نوع من الرياضة ويجبرُنا على رفض الكثير من الطلبات الملحة، رغم إدراكنا بحقيقة الحاجة وتألمنا لعدم مقدرتنا على ايوائهن.
واليوم وبعد اكتمال دار طوبى للرحماء لرهبنة بنات قلب ييسوع الاقدس في دهوك “منطقة ماسيك” والذي تم المباشرة به في 2022 اسقبلنا في هذا الدار 14 مسنة ونستطيع ان نستقبل فيه عددا لا بأس فيه. هناك أيضا كادر لمساعدة الاخوت في رعاية المسنات.
في الختام، نقدم شكرنا وتقديرنا لكل من اهتم بهذا المشروع وجعله يتطور بهذا الشكل، لعلنا بالعمل معاً نتمكن من مداواة جروح مجتمعاتنا.
الأخت سمر كامل ميخا
الرئيسة العامة
لرهبنة بنات قلب يسوع الأقدس