تذكار القديسة حنه والدة العذراء مريم
+ المطران باسيليوس يلدو
تحتفل كنيستنا الكلدانية في 26 تموز من كل عام بتذكار القديسة (حنه) وهو من الاسماء العبرية المشهورة ومذكور بالكتاب المقدس في سفر صموئيل حيث كانت والدته اسمها حنه وكذلك كانت عاقر. وحنة أم مريم العذراء كانت ابنة لماثان بن لاوي من نسل هارون الكاهن، اخ موسى النبي، وإسم أمها مريم من سبط يهوذا، وكان لماثان هذا ثلاث بناتك :-
الأولى : مريم باسم والدتها وهي أم سالومي القابلة (دكموهيه)
والثانية : صوفيا أم اليصابات والدة القديس يوحنا المعمذان
والثالثة: حنة زوجة يواكيم وام العذراء مريم من سبط يهوذ
بذلك تكون مريم العذراء وسالومي واليصابات بنات خالات، ولهذا بالانجيل يذكر هؤلاء النساء
اسم حنه يتغير حسب اللغات (بالعبرية معناه نعمة)، وهو الاسم التقليدي لوالدة العذراء مريم، وحنة هي زوجة يواكيم وام مريم العذراء وجدة يسوع بحسب الجسد، من هنا تأتي اهميتها ومكانتها.
لا نملك معلومات مؤكدة عن القديسة حنة لانه لم يرد ذكرها في العهد الجديد، الا اذا اعتمدنا على الابوكريفا خاصة رسالة تنسب الى مار يعقوب والتي تعود الى القرن الثاني الميلادي حيث تخبرنا ان حنه زوجة يواكيم كانت قد تقدمت في السن ولم تستجب صلواتها من أجل طفل عندما كانت تصلي مرة تحت شجرة، قرب منزلها في الجليل وظهر ملاك الرب وقال لها حنة لقد سمع الرب صلاتك وستحبلين وتلدين وسيتكلم العالم كله عن ذريتك: اجابت حنه اذا أنجبت صبيا اوبنتا فأني اقدمه هديه لربي والهي وسيخدمه كل أيام حياته: وبعدها ولدت بنت في الثامن من ايلول وسمتها مريم، وكانت طفلة في غاية الحسن والجمال، لقد سمتها مريم كما قال لها الملاك. مع ولادة مريم بدأت امها تعتني بها لانها وحيدتها (تصوروا الابن الوحيد، كم يكون مدلل)، كانت حنه قد نذرت الصغيرة مريم للرب، وقد اعادتها حنة اليه عندما كانت مريم في الثالثة من عمرها عندما قادها يواكيم وحنة الى درجات الهيكل، وبدأت تخدم هناك
هناك عدد لا يحصى من الكنائس كرست للقديسة حنة حول العالم، وبشكل خاص في فرنسا وايطاليا واميركا وفي كندا يوجد مزار جميل وكبير باسمها يأتي إليه الناس من كل مكان، وفي العراق يوجد دير القديسة حنه للراهبات الكلدان في الكرادة وحاليا دير آخر باسمها في بلدة القوش.
عاشت القديسة حنه، حياة الايمان والبساطة والمحبة والخدمة (وهذه الصفات) هي السر الذي به نكرمها ونطلب شفاعتها وحمايتها، لقد علمَت ابنتها مريم كل هذه الصفات، وعلينا اليوم ان نتعلم منها: المحبة والتواضع والخدمة والبساطة.