إصدار جديد لسيادة الحبر الجليل مار ازاد شابا
تقديم: الاكليريكي ألفير أمجد
ضمن سلسلة منشورات المدرسة الأبرشية في دهوك، أصدر سيادة الحبر الجليل مار “ازاد شابا”، كتاباً بعنوان: الأب يوحنا شير، شهيد على غرار المعلم. وهو الكتاب الأول من نوعه عن هذا الخادم الأمين. والكتاب تم طبعه في بغداد تحديداً في مطبعة شفيق، ويتكون من 120 صفحة، بقياسات 20 * 14.5 سم، وتم إيداعه في دار الكتب والوثائق ببغداد برقم (2566) لسنة 2024. فيما قام بتصميم الكتاب الشماس يوسف شابو.
قسم الكاتب كتابه الى خمسة فصول وعدة ملاحق:
في الفصل الأول تطرق سيادة المطران مار ازاد شابا إلى معنى الشهادة والتوثيق، مشيراً إلى أن “الاستشهاد جزء لا يتجزأ من تاريخ الكنيسة، ليس في الكنيسة الأولى فحسب، ولكن ايضاً في كنيسة اليوم وكنيسة كل العصور”.
وفي الفصل الثاني تناول الكاتب ولادة ونشأة الأب يوحنا قائلا: “ولد الأب يوحنا في شقلاوا في الثاني من شباط عام ١٩٤٧ من أبوين مؤمنين و ملتزمين. ودُعي شمعون. درس في شقلاوة إلى الرابع الابتدائي”. ثم عرج على دعوته الكهنوتية ورسامته: “اكتشف دعوته الكهنوتية ودخل إلى معهد مار يوحنا الحبيب في عام ١٩٥٨، وأرتسم كاهناً على يد مثلث الرحمات المطران اسطيفان بابكا رئيس أساقفة أبرشية أربيل الكلدانية في ٣١ حزيران عام ١٩٧٠ متخذاً اسم يوحنا”. وفي معرض حديثه عن خدمته الراعوية كتب: “وبعد رسامته بقليل عينه راعي الإبرشية في عنكاوة سكرتيراً له، وفي السنة نفسها، عينه المطران بابكا في شقلاوا مساعداً للاب فرنسيس شير. وبعد ان نُقل الأب فرنسيس إلى معهد مار يوحنا الحبيب في الموصل، استلم الأب يوحنا المسؤولية الكاملة للخورنة فأدارها باقتدار وتمكن في دخول قلب الناس دون استئذان، فأحبه الجميع”. واختتم مار ازاد الفصل بسرد الخدمة العسكرية الالزامية التي اداها الاب يوحنا حتى تسرح منها عام ١٩٨٤.
وفي الفصل الثالث عرض الكاتب الحلمين اللذين لم يهنأ بهما الشهيد؛ الاول: إعادة بناء كنيسة مريم العذراء، لأن الكنيسة المذكورة كانت تشكل هاجساً مؤرقاً بالنسبة له، وكان حلمه ان يتم اعادة أعمارها، فقد كانت في وضع يُرثى له، مشيرا الى أن الاب يوحنا “قد سعى حثيثاً لإكمال المشروع وإعادة إعمار الكنيسة” لكن دون جدوى؛ أما الحلم الثاني: كان القاعة التي حرص على انشائها بالتعاون مع أبناء شقلاوا من الداخل والخارج، والتي افتتحت يوم استشهاده وسميت باسمه تيمنا.
وفي الفصل الرابع سرد الكاتب استشهاد الاب يوحنا على غرار المعلم يسوع، يوم الجمعة الثامن والعشرين من آذار عام ١٩٨٦ يوم جمعة الآلام، حيث كتب: “لم يكن هذا اليوم كباقي الأيام في شقلاوا. بل كان يوماً حزيناً، مليئاً بدموع الوداع وألم الفراق، تجلت في هذا اليوم بشاعة الإنسان وحقده … فبعد انتهاء المراسيم … وبعد ان كان راجعاً إلى البيت قابل القاتل الذي كان يترصده طوال النهار، موجهاً إليه سلاحه ليطلق عليه عيارات قاتلة وقريبة من الخلف، وكان ذلك نحو الساعة السابعة مساءً، ونقل إلى مستشفى شقلاوا الجمهوري وسرعان ما وصل إلى المستشفى وأسلم روحه”. واسترسل الكاتب في سرده للاحداث التي توالت حيث نظمت مسيرة كبيرة خلف جثمان الشهيد وصولا الى كنيسة الانتقال حيث أقيمت مراسيم الدفن.
وفي الفصل الخامس جمع الكاتب شهادات في شخص الشهيد. أولى هذه الشهادات كانت للمطران نفسه، وهو تلميذ في معهد شمعون الصفا الكهنوتي؛ فيما جاءت الشهادة الثانية محررة بقلم الأب فرنسيس شير؛ والثالثة كتبها الاب بول ربان مرفقة بمدراش؛ والاخيرة كانت قصيدة رائعة من بنات افكار الشاعر سمير خوراني (شقيق الكاتب).
وفي الفصل السادس والأخير حكى الكاتب فكرة تحويل بيت الاب يوحنا الشهيد إلى متحف فقال: “عام ٢٠٠٧ خطرت لي فكرة تحويل بيت الشهيد الاب يوحنا في شقلاوا إلى متحف صغير يحكي قصة هذا الإنسان حتى استشهاده … وتم افتتاح المتحف في مساء الأحد ١٢ أيلول ٢٠١٢.
هذا وقد أضاف الكاتب عدة ملاحق نشر فيها صورا للتقرير الطب العدلي؛ وصفحات دفتر الخدمة العسكرية؛ وصور لمراسيم الدفن والمسيرة …
وختاما، لا يسعني إلا أن أهنيء الكاتب مار ازاد شابا على جهده الرائع، وهو يوثق لنا شهادة جديدة معاصرة تضاف الى سلسلة الشهادات التي سطرت وسجلت في تاريخ كنيستنا، لتبقى خالدة في أذهان الاجيال.